و هلأ لوين؟

اذا أردت أن تعرف المرأة اللبنانية على حقيقتها بعيدا”عن زيف و زخرف إعلام الفضائيات العربية التي تصوّرها سلعة” جنسية” رخيصة،  فما عليك سوى التوجّه الى أقرب دار سينما لتشاهد الفيلم اللبناني “و هلأ لوين؟” الحقيقة أن الفيلم بعيدا” عن رسالته الواضحة لنبذ الطائفية و الاقتتال الموجهّة الى الشعب اللبناني بكافة اطيافه، سلّط الضوء على ذكاء المرأة اللبنانية عامّة و الأم بشكل خاص، و قدرتها على امتصاص الصدمات مهما كانت عنيفة و قلب المواقف الأكثر سوءا” لتغييرها بما يتناسب و مصلحة الأبناء. ذكاء عاطفي؟ ربمّا. ولكنه يوظّّف في المكان و الزمان الصحيحين و هذا ما يبدو واضحا” بأكثر من مشهد في الفيلم.

الفيلم خيالي جدا” لدرجة الواقعية، لا يخلو من المواقف المضحكة رغم أنه أجهشني ومن حولي بالبكاء في مشاهد عدة. أحببت تفاعل الجمهور في الصالة مع كل مشهد فلكأنك تشاهد عرضا” مسرحيا” أكثر منه سينيمائيا”: الضحك كان جماعيا” و كذلك البكاء.

أحببت – كالعادة – قصة الحب في الفيلم رغم أنها لا تؤثر كثيرا” في سير الأحداث. ما أعجبني حقا” هو الأغنية المرافقة لرقصة فالس وهمية في خيال “أمل” و “ربيع”، بالاضافة الى الرمزية في اختيار الأسماء. شعرت و كأني أعرف الأغنية في زمن مضى، كلاما” و لحنا”. أغنية لقصة حب مستحيلة:

” يمكن لو في بيني و بينك حكي ,كنا حكينا
يمكن لو في بيني و بينك دمع , كنا بكينا
لو كان في طريق تودي , شوية شوية كنا مشينا
او كان في شي درب يوصل بيني و بينك كنا لقينا
يمكن لو في بيني و بينك قصص كنا قرينا
… يمكن لو في بيني و بينك صلاه كنا دعينا
يمكن لو في بيني و بينك حلم كنا غفينا
يمكن لو في بيني و بينك سلم كنا نسينا
يمكن في نغمة وحده بيني و بينك عم بتعيد
يمكن في ناس كتيره بيني و بينك ما بتفيد
يمكن في قمر او في شجر او شي جسر جديد
يمكن في سهل او في جبل او في شي وادي بعيد
يمكن في طريق جديده بيني و بينك نحنا مش شايفينا”

” كيفو هالحلو لمنو الي و مني الو
ساكن بلعالي لو فيي اطلع نزلو
كيفو هالحلو لمنو الي و مني الو
هش يا قلبي هش
هيدا ارسالك عم بخشّ
روق و ما تقوي دقاتك
بتفضحلي الحكاية
خليها مخباية
لا بتهش و لا بتنش
سأليلي العصفورة
شوفيلي بالبلورة
قوليلي اذا انا عبالو
و ابعتيلي الفاتورة
هاتيلك شي مازورة
شوفيلي القصة شو طولا”

أحببت أن الفيلم لم ينتهي حقا”، رغم اعتقادنا بأن المشكلة حلّت بل أنه يصلح لبداية جديدة. أحببت الإهداء: إلى الأمهات. و أحببت الصحبة الرائعة التي كنت برفقتها و اختلاف أو تشابه آرائنا تعليقا” على الفيلم.